في طريق عودتي إلى المنزل، أجد نفسي أبكي بصمت داخل التاكسي. أرى انعكاس وجهي على النافذة. الفراغ يطوّقني وملامحي جامدة لا توحي بشيء. أرى الأقفاص ذاتها، ولكن هذه المرّة في مدينة مُختلفة.
يتساقط شعري ومازلت أخسر وزني. أتفحّص وجوه الناس باحثة عن الأمان.
تُقنعني صديقتي بزيارة طبيبٍ أو طبيبة نفسيّة رغم أنّي أستطيع تشخيص حالتي بمفردي. أعاني من آثار ما بعد الصدمة، واكتئاب حادّ، وقلق مرضيّ. أصارح أمي بحقيقة وضعي فتردّ قائلةً: "سمّي بالله ما فيكي شي! شدّي حالك شوي!". فأخرج لأمشي قليلًا على الطريق نفسه. أنا المهزومة مرّة أخرى.
كلّما أصابني القلق، أخرج للمشي. تصلني رسالة، أخرج للمشي. يصلني إيميل، أخرج للمشي. أهرب من الدواء، أهرب من سريري، من بلدي، أهرب من كلّ شيء لأمشي. وفجأة أجدني في مدينةٍ أخرى.
أقف هناك وحيدة وأحدّق في وجوه الناس. أنا المهزومة مرّة أخرى. ما زلت أبحث عن الأمان.
التعليقات
وكل هالدراما والاوفرة هي مشان ما تتعلمي يلي قلتلك عليه، تواجهي محيطك. هنيئاً لكي. الحبوب النفسية هي الحل.
إضافة تعليق جديد