ينظر المجتمع السوري لأجساد النساء كمصدر للعار والتهديد ويجعلها الركيزة الأساسية لشرف الرجل وسمعة العائلة، يبقى جسد المرأة مصدر قلق دائم إلى أن ترتبط برجل يخلص العائلة من احتمالية فضيحة مستقبلية وينتقل عبء الوصاية عليها من عائلتها إلى زوجها.
يعطي الرجال أنفسهم حق السيطرة على أجسادنا، ويأتي هذا الاستحقاق من النظام الذكوري وواقع المجتمع القائم على أساس "ما يدعي" بتفوق الرجال على النساء والذي يعزز كراهية النساء (الميزوجينية) ويتيح التحكم بأجسادهنَّ وممارسة العنف التمييزي ضدهنَّ على الأصعدة كافّة.
المثلية موضوع من المحرمات في المجتمع وخصوصًا مع هوس النظام السوري بتبني سردية التخويف من "قيم الليبرالية الحديثة" وتأثيرها السلبي المزعوم على أخلاق المجتمع وقيمه، فصارت المثلية الجنسية والمثليين/ات كبش فداء لترهيب المجتمع المحافظ من "تفكك الأسرة وانهيار منظومة القيم الأخلاقية وهدم المجتمع وانتشار الفسق".
تتقاطع أشكال تمييز مختلفة في قمع أجساد النساء، مما يجعل النساء المثليات نتيجة عدم معيارية ميولهنّ الجنسية عرضة لمستويات إضافية للانتهاك والعنف القائم على النوع الاجتماعي، والذي يزيد صعوبة ظهوريتهن1 وتمثيلهن في الحديث عن النشاط الكويري السوري.
تتلقى المجتمعات المختلفة الأجساد بطرق مختلفة متأثرة بالدين والطبقة الاجتماعية والعادات المناطقية، وغيرها من العوامل التي تسهم في تركيب بنية من الإيذاء اللفظي والتنمر والعنف الموجّه ضد أجساد النساء والأجساد الكويرية.
تقوم الأديان على فكرة التقديس وهو تقديس الذكر حصرًا: بتمثلاته "الله، القائد، الأب، الأخ، الزوج وأي ذكر آخر" ما يعزز فكرة تفوقهم على الإناث، والتي تجعل الرجل هو الأساس والمرأة هي "الآخر".
العار والبنت المثالية
تجبر المثليات على إخفاء هويتهنّ لكونهن نساء بالدرجة الأولى نظرًا لمفهوم العار المبني على تصنيف الجنس إلى ذكورة وأنوثة، والسلوكيات المفروضة اجتماعيًا والقائمة على الثنائية الجندرية وثنائية التوجه الجنسي، وكل خروج عن هذه المسلمات المجتمعية يصبح مصدر خطر على النساء عامة. فكيف إن كن مثليات؟
تحاول المثليات على اختلاف تعبيراتهن الجندرية التكيف مع الدور الجندري الفروض عليهن تجنبًا للعنف الاجتماعي، فتقمعن تعبيراتهن الجندرية في حال عدم تطابقها مع الجنس المحدد لهن عند الولادة لتلبية توقعات المجتمع بشأن أجسادهن. في المقابل تستغل أخريات تعبيرهن الجندري المؤنث2 لحماية أنفسهن من المخاطر ذاتها.
*في حديث لي مع إحدى الشابات تقول:
"الصورة المثالية للبنت بمجتمعنا أنو يكون عندها ضفاير، جسم حلو، جمال، لبس. هيك مستحيل يفكروا إنو عندها توجه جنسي مثلي، فأنا بستغل هالشي لحتى أحمي حالي بصراحة، بس في أشخاص كتير مانهن هيك وبواجهوا كتير تنمر وكتير حكي مؤذي."
يخلق الضغط الاجتماعي عبئًا نفسيًا على المثليات فيتولد لديهن كراهية لذواتهن ورغبة داخلية في تغيير أشكالهن وميولهن. قد تبدو هذه الرغبة في ظاهرها طوعية لكن مهما كانت الواحدة منا واثقة ومتقبلة لتوجهها الجنسي إلا أن وصمة المجتمع هي التي تولد لدينا رهاب المثلية المستبطن، والذي يتطلب الكثير من الجهد النفسي ودعم المحيط للتخلص منه والذي قد لا نجده في الكثير من الأحيان فتتولد لدينا رغبة بتغيير أجسادنا ورفض لذواتنا ووجودنا والتي قد تصل إلى حد الانتحار.
تقول إحدى الشابات:
"كان عندي رهاب المثلية بسبب الأفكار التي زرعت فيني من المجتمع بأن المثلية خطأ، للأسف وبشكل غير واعي صرت متحيزة ضد المثلية لفترة من حياتي وما كان السهل أبداً أني أعترف لنفسي بأني مثلية".
وأخرى تقول:
"بيجيكي شعور بأن كل محيطك واقف بوجهك مثل الأهل والمجتمع، ما بتلاقي مكان تروحي عليه والكل بضايقك بكل شىء في أيام بقعد بغرفتي وببكي وحدي وبسأل حالي ليش عم يصير معي كل هاد".
"خلاف الطبيعة"
لا تقتصر الانتهاكات على المستوى الاجتماعي، بل تمتد إلى القطاعات الطبية والقانونية، إذ تُجرّم المثلية في سوريا وفق ٨ مواد فضفاضة في قانون العقوبات السوري وهي ( ٥٠٧ -٥٠٩ -٥١٢ - ٥١٦ -٥١٧-٥١٨-٥١٩ - ٥٢٠) والتي تستخدم كذريعة لتعزيز رهاب المثلية، ما يجعل المطالبة بحقوق النساء المثليات -خاصة إن تعرّضن للأذى- أمرًا مستحيلًا.
أشهر هذه المواد هي المادة التي تنص على: "كل مجامعة على خلاف الطبيعة يعاقب عليها بالحبس حتى ثلاث سنوات".
لم يحدد القانون معنى خلاف الطبيعة وبالتالي يتوقف الحكم في هذه الحالة على المعتقدات الشخصية للقاضي المتأثرة بتقاليد ومفاهيم المجتمع والوصمة حول المثلية، فحتى اليوم لا يوجد ولا حالة تبرئة في المحاكم السورية لموقوفين/ات ضمن هذه المادة.
المادة ٥١٨ مثلًا "يعاقب بالتعرض للأخلاق العامة ضمن الوسائل المذكورة في الفقرتين الثانية والثالثة من المادة ٢٠٨ بالحبس من ثلاث شهور إلى ثلاث سنوات وبالغرامة من ثلاثين ليرة إلى ثلاثمئة ليرة".
مفهوم الأخلاق العامة مبني على الأفعال العلنية فيصبح هذا القانون قادرًا على تجريم منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي مثلًا والتي برأي المجتمع مخالفة للأخلاق العامة.
هكذا، تعيش النساء المثليات في رعب من إلقاء القبض عليهن من أية جهة قانونية، فبجانب التجريم القانوني تواجهن التحرش والاغتصاب في المخافر والسجون إذا احتجزهن وحتى في العيادات الطبية.
"رحت عند طبيب نفسي تحرش فيني، بنظره كوني مثلية يعني أنا شرموطة. هاد هو تفكير المجتمع حتى لو كان طبيب حتى لو مين ما كان مشان هيك بخاف".
القضاء يجرمها فورًا، لا تثق بأن المعالج لن يقوم بفضحها مع عائلتها، فتبقى القصة سرية خوفًا من الفضيحة وتعيش الضحية في حالة ذعر من احتمال تهديها وفضحها عوضًا عن محاسبة المتحرش.
المتعة للرجال فقط
يعمد النظام الرأسمالي والذكوري إلى تشيئ أجسادنا وتوظيفها لإمتاع الرجال فقط، فتستعمل الأفلام الإباحية الجنس بين النساء لإمتاع مخيلة الرجال، وبالتالي تصبح ممارسة الجنس بين النساء أكثر تقبلاً من قبل الرجال في المجتمع ليس بسبب تقبل المثلية بحد ذاتها وإنما لأن مجرد فكرة مثلية النساء تحرك الخيال الجنسي للرجل الذي يعتبرها تقلائيًا أداة لمتعته الجنسية.
كما تسوق ممارسة الجنس الغيري أيضًا لإمتاع الرجل حيث ينتهي الجنس عندما يصل الرجل إلى النشوة ويسوق بأن نشوة المرأة تنتج عن الإدخال، ويتم تجاهل واقع أن هذا السيناريو الذكوري خاطئ والإدخال هو أقل طريقة تصل فيها المرأة للنشوة.
وفي دراسة نشرتها الصحيفة الأكاديمية Archives of Sexual Behavior عام ٢٠١٧ حول نسبة وصول الأفراد من مختلف التوجهات إلى النشوة الجنسية، كانت النتيجة أن نسبة وصول المثليات للنشوة هو ٨٦ ٪ بالمقارنة مع ٦٥ ٪ عند النساء الغيريات.
يلقن الذكر منذ الصغر مفاهيم تقديس عضوه الذكري والهوس بحجمه وقوته وطول أدائه، ما يجعله غير قادر على قبول فكرة أن يرفضه جسد مؤنّث، وأن ذلك الجسد لا يحتاج إليه لإمتاعه. انعدام الرغبة به يستفزّ ذكورته الهشة ويثير شعوره بالإهانة، الناتج عن شعور الرجال بالاستحقاق لتملّك أجساد النساء ما ينعكس في أحيان كثيرة على شكل انتهاكات وعنف تجاه من يكتشف أنها امرأة مثلية.
في حديث مع بعض الشابات حول الانتهاكات التي يتعرضن لها تروين بعض القصص التي شهدنها وأخرى عشنها بشكل شخصي:
"صديقتي تزوجت تحت ضغط أهلها، لم تستطع ممارسة الجنس مع زوجها لفترة فقام باغتصابها".
وتخبرني أخرى "ما كان بدي ياه، فقلتلو انو أنا ما بنجذب للشباب ما هانت عليه كرامتو قدام رفقاتو، بعد بأسبوع بكون طالعة من البيت بتصف سيارة جنبي وبكون فيها رفقاتو وبيخطفني ٣ أيام، بعدين انمسك وبالمحكمة هددني انو يا بتتنازل عن الدعوى تبعي يا بخبر أهلي أني مثلية ونحنا القانون عنا بجرّم المثلية. أنا رفضت أتنازل، بس طلعوه بالمحكمة أنو هو مو عامل شي وبس طلع قرر أنو بدو ياني غصب عني، فقال أنو هو لما خطفني اغتصبني - لأنو بحق للمغتصب الزواج من الضحية - وبالطب الشرعي تم اثبات أنو أنا مفضوضة بكارتي، فقلت أنو أنا كان عندي علاقة مع شب قبلو ومعو حصلت العلاقة مو مع الخاطفني، أي وقدر المحامي تبعو يطلعو ضمن كفالة.
الطبيب قد يفضحك
في سوريا قد تحظى بعض المثليات بدعم محدود من دائرة ضيقة من الأصدقاء المقربين، يكونون عادة من مجتمع الميم عين لام، أو من أحد أفراد العائلة وغالبًا ما يكون دعمًا من امرأة أخرى، هذا الدعم بين النساء ليس غريبًا في المجتمعات الذكورية إذ تضطر النساء إلى خلق مساحاتهنّ الآمنة.
قد تجد الفتاة دعمًا من والدتها بدون علم والدها، خوفًا على سلامتها. ومع ذلك وبالرغم من هذا الدعم يبقى الحصول على الرعاية الصحية النسائية تحدياً كبيراً إن لم يكن مستحيلًا بسبب عدم الثقة بالكوادر الطبية ومخاطر الفضيحة الاجتماعية والمساءلة القانونية.
وبسبب الوصمة الاجتماعية وإهمال مؤسسات الدولة تفتقر سوريا إلى التوعية المناسبة بشأن الصحة الجنسية والأمراض المنتقلة جنسيًا.
"صراحة ما في توعية هون وما حدا بيعمل هي الفحوصات".
"بيعملولنا فحوصات إيكو ودم ولعاب، بس ما بعرف شو أسماء الفحوصات لأنو نحنا كأشخاص ما منعرف بهالمجال، بقولولنا يا إنت سليم يا عندك هيك بس ما بخبرونا شو التست يلي انعمل".
كما أن أجساد النساء وممارسة المرأة الجنس هو هوس المجتمع، وتُعتبر الفحوصات الطبية للنساء باستثناء فحوصات ما قبل الزواج إشارة إلى الشكوك حول سلوكهن، وبالتالي تواجه النساء صعوبة في الحصول على الفحوصات الطبية اللازمة أو حتى التوعية بالأمراض التي قد تؤثر عليهن، مما يعزز من التمييز والوصم الاجتماعي ويمنع المثليات من الفحوصات الدورية.
تقول شابة غير متزوجة:
"بتروح أمي معي لزيارة طبيبة النسائية، ولما تسألني الطبيبة إذا كان لدي علاقات جنسية، بضحك وبتطلع بأمي ومنعمل أنو يي معقول ولو! ما في هيك شي، المسألة مسألة حظ ممكن يحافظ الطبيب على الخصوصية وممكن أن يفضحك".
توجد بعض الدوائر الآمنة في المجتمع الكويري في سوريا، والذي يساعد الأفراد للوصول للخدمات الطبية، لكن هذا الأمان محدود وقابل للاختراق.
"إذا ما كانت العيادة موثوقة أو شخص منعرفو أو حدا داللنا عليه ما فينا نروح خوفًا من أنو يصير شي، وهي العيادات ما بتقبل تعملنا فحوصات غير إذا كنا متزوجين، بقا نحنا مننسق كذبة مع حدا من الكوميونيتي انو يروح معنا لأنو ما منوثق بشخص لما يكون معو شخص تاني والطبيب رح يكون معو ممرض والفحوصات رح تروح عالمخبر، ومشان ما اجي ولاقي حدا غريب بالعيادة فأنا بجي مع حدا معي".
تتبع سوريا في تشخيص الأمراض وفي نظامها التعليمي على دليل المنظمة الأميركية لطب النفس DSM وعلى دليل منظمة الصحة العالمية ICD والتي توقفت عن اعتبار المثلية كمرض عام ١٩٧٣، لكن المناهج السورية لم تتبدل وحتى اليوم تدرس في الجامعات السورية المثلية على أنها مرض أو اضطراب، هذا الوضع يعزز الوصمة الاجتماعية وكراهية المجتمع للمثلية الجنسية وبالتالي الاضطهاد المستمر لمجتمع الميم عين لام واستحالة وصوله للخدمات الطبية.
مع اتساع ظهور مجتمع الميم عين لام3 في المناطق العربية مؤخرًا وازدياد حركات النضال الكويري، تظل ظهورية المثليات قليلة جدًا بالمقارنة مع تمثيل المثليين والعابرين والعابرات، لا يوجد مجتمع أوتجمع بارز للمثليات حتى في الأماكن الكويرية التي تعتبر آمنة نسبياً، يؤثر كل ما سبق من العوامل المتقاطعة على قدرة المثليات على الظهور، فكوننا نساء فاقدات الاستقلالية بنظر المجتمع الذكوري بالإضافة لكوننا مثليات يزيد الخوف من الفضيحة والقلق بشان الظهور.
تقول إحدى الشابات:
"البنت بتتعرض لضغوط أكتر من الشب، الشب ممكن عيلتو تتبرأ منو أو بزتوه برا البيت، أما البنت بيعتبروها شرفهن فبدهن يؤذوها أو يحبسوها."
"بمجتمعاتنا بنولد بأجسامنا وأجسامنا ما إلنا، أجسامنا ملك عيالنا وكونسبت العار يلي عنا ياه بمجتمعاتنا وهاد الشي على أي دين وأي حدا بأي عيلة. كل الطوائف والأديان عندهم نفس هاي الكونسبت وشو بصير بحياة البنت، العيله كلها بتتحمل مسؤوليته أو العار تبعه"
صعوبة ظهور وتمثيل المثليات لا تقتصر على سوريا فقط، كون تهميش النساء واستيلاء الرجال على المساحات هو الواقع "الطبيعي"
حتى مع وجود مساحات آمنة ضئيلة يتم مع الوقت هيمنة المثليين عليها.
ففي بيروت مثلاً تقول إحدى الشابات:
"سكر البار يلي بالعادة دايمًا بروحوا عليه، فصاروا يجوا على البار يلي منسهر فيه وما عاد إلنا مطرح بالسهرات".
تختلف بيروت عن المدن في سوريا إذ يمكن الوصول فيها إلى الخدمات الطبية، حيث وفي ظل غياب الدولة تلعب المنظمات غير الحكومية دورًا كبيرًا بتوفير الفحوصات لكل الأمراض المنقولة جنسيًا وبتكاليف مقبولة إلا من بعض الفحوصات النسائية التي تبقى تكاليفها باهظة حتى عبر المنظمات.
كما لا يغطي التأمين الصحي الخاص أي تكاليف لعمليات أو فحوصات تتعلق بالأمراض الجنسية.
"اضطريت أعمل كل شيء عند حكيم النسائية. كلفني الموضوع قد نص حق التأمين الخاص يلي بدفعو بالسنة كلها".
في ظل المجتمع الأبوي الذي نعيش فيه تظل ملكية أجسادنا موضوع عام يُطرح للنقاش الاجتماعي. تظل الأجساد الكويرية عرضة للخطر ويظل الخروج عن الثنائية الجندرية مدعاة للتنمر والانتهاك، التسليم بالمقدسات كالدين وعادات المجتمع والمفاهيم الطبية القديمة يجعل أجسادنا مستباحة ويحول قراراتنا الشخصية بشأن أجسادنا إلى رأي عام.
*الشهادات الموجودة في هذا المقال هي شهادات من مثليات سوريات من عدة محافظات في سوريا وفي لبنان، طلبن عدم ذكر أية معلومة تدل على هويتهن.
ملاحظة: هذا النص جزء من سلسلة مواد تم إنتاجها بدعم من برنامج "نحن نقود"، وهو برنامج ممول من وزارة الخارجية الهولندية ومدته خمس سنوات.
- 1أي ظهورهن أو visibility فضّلت الكاتبة استخدام هذا المصطلح وتقصد به السياق الأوسع لمجالات تواجد المثليات في الفضاء العام، مثل القضايا والانتهاكات والوجود في الإعلام والثقافة والحياة العامة، على عكس ما قد يقدمه مصطلحا “الظهور/الرؤية” اللذان قد يؤخذان على نطاق فردي بما يقابل مصطلح “الخروج من الخزانة”.
- 2بحسب التعريف الاجتماعي السائد لهذا التوصيف
- 3LGBTQIA+ بما فيهم اللاثنائيين/ات واللاجنسيين/ات واللا عاطفيين/ات
إضافة تعليق جديد