أدى تركيز المانحين الدولي على حقوق النساء والفتيات وتمكينهنّ في الجنوب العالمي إلى تغيير طبيعة وشكل الحراكات النسوية فيها، وأصبحت المنظمات النسوية تعتمد بشكل متزايد على التمويل الأجنبي، وشيئاً فشيئاً تراجع تركيز العمل النسوي على المقاومة الشاملة ضد النظام الأبوي ليتحول إلى عمل قائم على المشاريع، مما خلق فجوة بين النظريات النسوية والنشاط النسوي، كما تشير فرح دعيبس في مقالها تحطيم النظام الأبوي وشركائه : كيف تُعيد النسويات العربيات تسييس حراكهن.
وبظل الظروف الاقتصادية القاسية التي تعاني منها دولنا كافّة مع الحروب والفساد وقوانين العمل التمييزية ضد النساء ومجتمعات الميم عين، لم يعد أمام أغلب المنظمات النسوية في المنطقة من خيار سوى التماشي مع المشهد النسوي القائم على العمل ضمن المنظمات والمشاريع المُرتبطة بإنجازات مُخطط لها وتقارير بيروقراطية للجهات المانحة.
في حوارنا نسأل ضيفاتنا من اليمن وسوريا ومصر ما هي آثار تحول الحراك النسوي للعمل حصريًا ضمن المنظمات؟ وهل يمكن أن يخرج عن سلطة المنظمات ومشاريعها المُحددة في المنطقة ويعود للانخراط في الشارع؟ وما الذي يلزم لتعود الحراكات النسوية لمقاومة النظام الأبوي بتجلياته المُتعددة قانونيًا وسياسيًا واجتماعيًا وتعليميًا؟
هذا النقاش جزءٌ من ملفّ جيم بعنوان "حراكاتُنا النسويّة: كيف نُبقي الأملَ حيًا؟" وتم بدعم من مؤسسة CREA.
إضافة تعليق جديد