كان فعمري تسع سنين، وفحال كل عطلة كنخيم عند خالتي فسيدي موسى حيث هي المخيم الوحيد اللي تيق فيها الوالدة تخليني معها ...
عارفاني محربية واخا كتخاف علي بزّاف لكن كتحاول جهدها ماتحرمنيش من اللعب فالزنقة فحال كاع صحابياتي ولاد و بنات، والحوايج اللي نبغي نلبس كساوي ولا شورطات وغلضي ماخاصوش يكون حاجز بيني وبين الاستمتاع بوقتي. ديما كنت كنحكر على ولد خالتي وناخذ ليه بيكالته ونمشي بيها للقشة ولا البيار ... خالتي تبرّات مني على الاضطهاد اللي كنمارسو على ولدها، والوالدة ماشي من العاكزات، تا دخلات علينا البيكالة فحالة مدخلة الضحية د العيد ...
كانت كلها كحلة نقية وكتبري ..
ركبت المهرة ديالي وخرجت نتبورد. أول ركبة فيها طلعت لواحد التلّة محجرة ووقفت نتأمل من الفوق على تلال الكياص، السيمة والرملة، الدرك والشوك والحفاري د الزبل شاعلة فيهم العافية مع المنظر د الشميشة تلفظ آخر أنفاسها فجهتنا من الكوكب، الأنرينالين كيتزايد، كنضرب فالبيدال وكنهبط حالا رجلي، ( اااااااااااااااااااااااه) والمطبات الصغيرة لا تساعد. نزلت من التلة تقطع الفران تغرزات الرويضة القدامية فالرملة وتشقلبت و طحت ع الدرك والشوك ووحلت تم حتى جا ولد خالتي عاونّي نوض، دوزت بعدها شهور مكبصة يدي، لكن كانت النشوة تستحق...
أول نشوة من السعادة ومن الألم ...
تجربتي الأولى مع الحب كانت فحال تجربتي الأولى مع بيكالتي، كضرب ع الشعا وملي ركبت فقدت السيطرة بدوك المطبات الصغار وطحت فالشوك، تانجدوني صحابياتي وعائلتي، وما زال كنتعالج من آثار الشوك فقزيبتي ... فنفسي ما زال عمري تسع سنين وكاع تجاربي الأولى كندخلها بنفس الروح د المغامرة والخطر والنشوة أول مرّة قلت أنا "قرشالة" و بغيت كاع الناس تعرف.
كنت في عمر التاسعة حينما اقتنت لي أمي أول درّاجة هوائية. عطلي جميعها كنت أقضيها عند خالتي في مخيم سيدي موسى. كان المكان الوحيد الذي يحظى بثقة أمي بحكم أنها تثق في أختها.
والدتي كانت تعرف طبعي الحربي ولكن ورغم خوفها علي كانت دائمًا تحاول جاهدة أن لا تحرمني من الاستمتاع بوقتي سواء من خلال اللعب مع أقراني وقريناتي في الشارع أو من خلال إعطائي حرية اختيار ملابسي؛ فكنت ألبس الفساتين والسراويل القصيرة رغم وزني الزائد. كنت دائمًا أسيء معاملة ابن خالتي لآخذ منه درّاجته وأقودها إلى القش أو اليبار. مرة طلبت خالتي من أمي أن تردعني لأتراجع عن اضطهادي لابنها.
بعدها مباشرة فاجأتني أمي بإدخال درّاجة هوائية للبيت فكانت كأنها تدخل أضحية العيد. كانت تلك الدرّاجة سوداء لامعة. امتطيت مهرتي وخرجت لأقوم بأعمال الفروسيّة. أول مرّة ركبتها كانت على تلّة مليئة بالأحجار.
وقفت أتأمل الإسمنت، والرمل، والصبار، وحفرًا بها أزبال تحترق، منظر الشمس وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة من جهة الكوكب المقابلة لنا. الأدرينالين يزداد في عروقي وأنا أسوقها. أنزل فاتحةً رجلي (آآآآآآآآآه رغم المطبّات التي كانت لا تساعد على ذلك.عند نزولي من التلّة وجدت أن المكابح لم تعد تشتغل لتغرس العجلة الأمامية في الرمل. سقطت فوق الصبار والشوك. لولا ابن خالتي الذي أنقذني لما استطعت الخروج.
قضيت شهورًا بيدٍ مكسورة. لكنّ تلك النشوة كانت تستحق. أوّل نشوة تختلط فيها السعادة مع الألم. تجربتي الأولى مع الحب كانت شبيهة لما عشته مع دراجتي، عندما امتطيتها فقدت السيطرة بسبب المطبات الصغيرة لأسقط بعدها في الشوك، حتى أنقذتني عائلتي وصديقاتي ، ومازلت أتعالج من آثار الشوك في مِؤخرتي. بالنسبة لي ما زلت تلك الصبية ذات التسعة أعوام، كلّ تجاربي الأولى أدخلها بنفس روح المغامرة والمخاطرة ونشوة أول مرة قلت فيها أنا "قرشالة" (مثلّية) وأردت الجميع أن يعرف.
إضافة تعليق جديد