من البوريت إلى ميا خليفة: كيف تُعيد الإباحية إنتاج الخيال الاستعماري عن النساء العربيات؟

"عندما قرّرتُ استخدام تطبيقات المواعدة، كنت أعتقد أنني سأتعرّف على شخص يحبّني ويقدّرني"، تقول إيناس ذات الـ 27 عامًا، وهي فرنسية من أصول تونسية، مضيفة: "لكن سرعان ما لاحظت نمطًا متكررًا في الرسائل التي أتلقاها. كثير من الرجال كانوا يعلّقون على أصلي المغاربي بطريقة غريبة، مثل: أحبّ البوريت، أنتنّ الأكثر إثارة، أو هل أنتِ من النوع الخاضع أم المتحرر؟ أو هل تجيدين الرقص الشرقي؟"

تجربة إيناس ليست استثناءً.

ففي عام 2019 نشرت صحيفة لوباريزيان مقالًا تضمن تحليلًا لبيانات من موقع xHamster، يُظهر أن مصطلح "بوريت" (Beurette) يتصدّر عمليات البحث على المواقع الإباحية في فرنسا، إلى جانب مصطلحات أخرى مثل: "عربية"، "مغربية"، و"اغتصاب"1.مصطلح بوريت مشتقّ من كلمة Beur، التي تشير في الفرنسية العامية إلى الأشخاص المنحدرين من أصول مغاربية (جزائرية، مغربية، تونسية)2. إلا أن استخدامه في الفضاء الإباحي لم يَعُد وصفًا إثنيًا محايدًا، بل تحوّل إلى قالب جنسي جاهز يُختزل فيه جسد النساء المغاربيات والعربيات داخل ثنائية عنيفة: إما كامرأة مكبوتة بحاجة إلى "تحرير"، أو كجسد مُتاح للاستغلال في سياق فتشي عنصري.

يعدّ هذا التوظيف امتدادًا مباشرًا لنمط استشراقي متجذر، لا يمكن فصله عن الفانتازيا والتمثيلات البصرية التي رافقت المشروع الاستعماري، فلطالما صُوِّرت النساء المغاربيات والعربيات في الخيال الغربي كمزيج من الإغراء والخضوع، جسد يُشتهى ويُسيطر عليه لا تُرى أو تُسمع كذات. هذه الصورة لم تكن عشوائية، بل صيغت بوعي داخل الأدب والفن خلال الحقبة الاستعمارية، لتخدم سردية الرجل الأبيض عن تفوقه الأخلاقي والجسدي3.

وفي السياق نفسه تعيد صناعة الإباحية اليوم إنتاج هذا المنطق الكولونيالي، فتختزل النساء العربيات إلى جسد، وتعيد تفعيل علاقة الهيمنة بين المستعمِر والمستعمَر، ولكن بأدوات جديدة أكثر اتساقًا مع اقتصاد الرغبة المعاصر.

الاستشراق والفقه والإباحية

منال جزائرية تبلغ من العمر 33 عامًا وقد سبق وتزوجت من فرنسي يدعى تيبو، وبحسب قولها فقد دخلت العلاقة مؤمنة بالحب والتفاهم، لكنها مع مرور الوقت بدأت تشعر كما لو أنها مجبرة على التكيّف مع صورة جاهزة رسمها في ذهنه عنها.

تقول: "كان يصرّ على أن أزيل شعر جسدي كله وباستمرار بالحلاوة، معتبرًا ذلك جزءًا من أنوثتي كامرأة عربية. في البداية تقبلت الأمر، لكنه سرعان ما تحوّل إلى التزام أسبوعي مؤلم لا يُحتمل".

وتضيف منال أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فقد كان يُلحّ عليها أن تضع كحلًا داكنًا وتتطيّب بروائح شرقية قوية. "عندما أخبرته أنني لا أحب تلك الرائحة ولا أرتاح للكحل، لم يعر الأمر اهتمامًا، بل كان يناديني أحيانًا بجاسمين أميرة ديزني... عندها أيقنت أنني كنت مجرد شخصية في خياله لا زوجته."

يصعب فهم انتشار مصطلح "بوريت" في المحتوى الإباحي الفرنسي دون العودة إلى جذوره العميقة في الاستشراق، الذي صوّر المرأة الشرقية عبر التاريخ كجسد مستلب ومتاح لنظرات الرجل الغربي. فمنذ القرن الثامن عشر لعبت الأدبيات الاستعمارية والفن التشكيلي دورًا محوريًا في ترسيخ هذه الصورة، حيث ظهرت النساء العربيات في أوضاع مُغرية داخل فضاءات خيالية مثل الحرملك والحمامات الشرقية، مما حوّلهن إلى رموز للإغراء.

في كتابه الاستشراق (1978) يوضح إدوارد سعيد كيف صاغ المستشرقون الغربيون صورًا نمطية عن الشرق وخاصة النساء، عبر الفن والأدب والسياسات الاستعمارية، ما حول الجسد العربي موضوعًا للسيطرة والهيمنة 4. وقد تجلّى ذلك بوضوح في أعمال الفنانين المستشرقين، حيث قدّم جان ليون جيروم في لوحتيه "الحمّام التركي" (1862) و"سوق العبيد" (1866) مشاهد تصوّر النساء شبه عاريات داخل فضاءات مغلقة، خاضعات لنظرات الرجال وكأنهن ممتلكات جنسية. كما في لوحة "نساء الجزائر في شقتهن" (1834)، رسم أوجين ديلاكروا نساءً مسترخيات في أجواء توحي بالإغراء والاستسلام، وعزّز بذلك صورة المرأة الشرقية المحاصَرة بين الإغواء والسيطرة الذكورية 5.لم تقتصر هذه الفانتازيا الاستشراقية على الفنون البصرية، بل امتدّت إلى الأدب الغربي، حيث رسّخت روايات مثل "رسائل فارسية" (1721) لمونتسكيو، و"سالامبو" (1862) لغوستاف فلوبير صورة المرأة الشرقية ككائن يتأرجح بين الغموض والافتتان، كأنها جارية متاحة أو أنثى تنتظر اكتشافها من قبل الرجل الغربي.

حتى "ألف ليلة وليلة" كما قُدّمت عبر ترجمات المستشرق أنطوان غالان بدءًا من عام 1704، أعادت إنتاج هذه الصورة، وساهمت في تكريسها داخل المخيال الأوروبي، لتجعلها تتسلّل إلى يومياتنا بطرق غير متوقّعة.

أتذكّر حصة البيلاتس التي تدربنا فيها باستخدام شريط المقاومة. حين قدّمته المدربة لي ولصديقتي عائشة، غطّت نصف وجهها السفلي بيدها وقالت وهي تحرّك رأسها مازحة: لا تستعملاه للرقص الشرقي!

وبهذا لم تعد هذه الصور النمطية حبيسة الماضي، بل امتدّت إلى حياتنا وتحوّلت أيضًا إلى جزء من الصناعة الإباحية التي تعيد إنتاجها عبر سيناريوهات تعكس الفانتازيا الاستعمارية ذاتها.

لا يمكن أيضًا إغفال أن أحد أسباب سهولة ترويج الصور الاستشراقية عن النساء العربيات في الغرب، هو أن هذه الصور تجد جذورها بشكل أو بآخر في الموروث الفقهي والثقافي العربي الإسلامي نفسه. فالثقافة الإسلامية كما وثّقتها النصوص الفقهية والأدبية، زاخرة بتصورات للجسد الأنثوي بوصفه موضوعًا للمتعة يجب ضبطه وفق معايير العفّة والطهارة. فقد وضعت النصوص الفقهية مجموعة من الأحكام التي تحدّد دور النساء في المجتمع من خلال علاقتها بجسدها، فساهمت بدورها في تشكيل منظور يرى المرأة أساسًا بشكل أخلاقيٍّ جنسيّ 6.في السياق نفسه ساهم الأدب العربي والشعر في ترسيخ هذه التصوّرات من خلال تصوير النساء في إطارين رئيسين: إما كجواري جميلات للمتعة، أو كزوجات محتشمات خاضعات للمعايير الاجتماعية.

لذلك لم تكن رؤية الاستشراق للمجتمعات العربية والنساء العربيات مجرّد اختراع غربي بحت، بل استندت إلى تصورات سائدة بالفعل، وتاريخ طويل من التمثيلات المتبادلة أعاد كل طرف فيها تشكيل صورة النساء العربيات والمغاربيات وفق مصالحه وسياقاته الثقافية والسياسية.

إن تصدّر مصطلح "بوريت" لمحركات البحث في المواقع الإباحية، يكشف عن استمرار آليات الاستشراق الجنسي الذي يستثمر الجسد العربي داخل اقتصاد الرغبة المعاصر، بنفس المنطق الذي كرّسه الاستعمار وتأويلات الفقه الإسلامي: الجسد المُغوى والمُستلب والمُتاح للرغبة الغربية. وبذلك تعيد صناعة الإباحية إذًا تدوير هذه الصورة، لتمكّن المنطق الاستعماري من فرض نفسه بأدوات جديدة.

"عربية على أصولها"

أتذكر جيدًا ذلك اليوم الذي أنهت زميلتي مريم، المهندسة المغربية المقيمة في باريس عملها معنا، وكانت تخطّط لبدء تجربة جديدة، وحينها مازحها زميلنا غوندال بقوله: لماذا لا تفتحين محل حلويات وتبيعين قرن الغزال؟ سميه MIMI LA DÉLICIEUSE (ميمي اللذيذة) أو Beurrissime (عربية أصيلة).

ضحكت مريم يومها، لكنها سرعان ما أدركت أن المزحة لم تكن عفوية تمامًا.

تتجاوز إعادة إنتاج هذه الصور النمطية حدود المحتوى الإباحي لتتسلّل إلى الواقع، حيث تؤثّر يوميًا في حياة النساء المغاربيات والعربيات في المجتمع الفرنسي، سواء عبر التفاعلات اليومية أو الفرص المهنية أو العلاقات العاطفية.

أحد أخطر تداعيات هذه التمثيلات هو اختزال هؤلاء النساء إلى "أجساد غريبة ومثيرة"، حيث يُنظر إليهن أولًا وقبل كل شيء، من منظور الرغبة بوصفهن آخر غريب وغالبًا أدنى. وفي مجتمع كالمجتمع الفرنسي حيث تتداخل العلاقات العرقية مع الإرث الاستعماري، يؤثّر هذا التصوّر بشكل مباشر على تجاربهنّ. 

ندى مراهقة فرنسية من أصل جزائري، تبلغ من العمر 16 عامًا، تتحدث عن تجربتها في المعهد، حيث كانت هدفًا للصور النمطية المتجذّرة في الخيال الاستشراقي والمحتوى الإباحي. تقول: في البداية لم أفهم لما كان زملائي يردّدون كلمات أغنية 'Les beurettes aiment' كلما مررت بجانبهم. كانوا يضحكون ويتبادلون النظرات، فيما كنت أشعر بعدم الارتياح، لكنني لم أكن أدرك تمامًا ما يحدث. وعندما قرأت كلمات الأغنية شعرت وكأنني فتاة في فيديو إباحي. مكثت في غرفتي لأكثر من أسبوع، لم أستطع مواجهة المعهد أو الدراسة معهم مجددًا." 7 تضيف: للأسف، كان هذا الأمر يلاحقني حتى خارج المعهد.

إلى جانب هذا الاختزال الجنسي، تحصر المهاجرات والنساء من أصول مغاربية وعربية داخل ثنائية ضيقة: إمّا المرأة "المتحرّرة" التي تمرّدت على ثقافتها لتناسب توقّعات الآخر، أو "المقموعة" التي تحتاج إلى من ينقذها من مجتمعها. هذه الثنائية ترسخ نظرة عنصرية تجعل هؤلاء النساء دائمًا في موقع الدفاع أو الشرح أو التبرير.

تقول إيناس: في كل مرّة ألتقي شابًا فرنسيًا، سواء في مواعدة أو حتى في بيئة العمل، يُفاجأ بأنني أعيش وحدي في باريس، بينما تعيش عائلتي في مدينة أخرى. يُعلّقون دائمًا بدهشة فأجد نفسي مضطرة إلى التبرير، ويزيد الأمر تعقيدًا حين يكتشف أحدهم أنني لا ألتزم فقط بـ'الحلال' في طعامي؟ تبدأ حينها سلسلة جديدة من التوضيحات."

وتضيف منال: بعد طلاقي، خلعت حجابي، لكنني بدأت أواجه سؤالًا يتكرّر بطريقة تستفزّني: كيف لم يُقنعك تيبو بخلعه أثناء زواجكما، ثم خلعته بعد الطلاق؟ من أقنعك؟' وكأن قراراتي لا يمكن أن تكون نابعة مني، وكأنني بحاجة إلى فرنسي يُحررني من ثقافتي.

تمتد هذه الصورة أيضًا إلى عاملات الجنس من أصول عربية ومغاربية، حيث تنعكس الصور النمطية نفسها على سلوك الزبائن وتوقّعاتهم 8.

تقول سمر، وهي مهاجرة مغاربية عشرينية تعمل في سوق الجنس: يُفترض دائمًا أنني خاضعة أو مقهورة لأنني عربية. تعرّضت لمواقف طُلِب مني فيها أن أكون مثالًا لجارية أو راقصة، وتقول أمل وهي من أصول عربية: طُلِب مني مرّات عدّة ارتداء الحجاب أو العباءة. تلمس شعرها ثم تشير إلى جسدها وتقول: شعري الداكن وجسدي الممتلئ قليلًا يجعلانهم يرغبون في فرض صورتهم عن المرأة العربية... امرأة خاضعة ترتدي الحجاب.

يمكن أن يؤدّي التعرّض المستمر لهذه الصور النمطية إلى آثار نفسية واجتماعية عميقة على المهاجرات والنساء من أصول مغاربية وعربية، إذ يجدن أنفسهن محاصرات بين ثقافتهن الأصلية، التي قد تفرض عليهن قيودًا أو توقّعات معيّنة، والمجتمع الفرنسي الذي ينظر إليهن عبر صورة نمطية محدّدة، مما يعزّز شعورهن بالغربة.

كما يؤثّر الأمر على ثقتهن بأنفسهن، إذ تُختزل هويّاتهن في بُعد جسدي أو جنسي، ما قد يُضعف إحساسهن بذواتهن وقدرتهن على فرض صورتهن الحقيقية بعيدًا عن التوقّعات المفروضة.

علاوة على ذلك، أظهرت دراسة نُشرت في مجلة The Lancet عام 2023 أن النساء المهاجرات وطالبات اللجوء يواجهن خطر التعرّض للاعتداءات الجنسية بمعدّل يزيد بـ18 مرّة مقارنة بغيرهن، ما يعكس خطورة هذه التمثيلات على النساء المغاربيات والعربيات، والذي لا يكمن فقط في تأثيرها على نظرة الآخرين، بل أيضًا في انعكاساتها العميقة على الهوية الذاتية لهؤلاء النساء وعلى المجتمع 9

العرق والجندر كمنجم للربح

لا يمكن فصل التمثيلات الاستشراقية في المحتوى الإباحي عن البنية الاقتصادية للصناعة الإباحية نفسها، التي تعمل وفق منطق رأسمالي يسعى إلى تسليع الفانتازيا العرقية وتسويقها كمحتوى استهلاكي، فإعادة إنتاج الصورة النمطية للمرأة المغاربية والعربية ليست مجرد مسألة ثقافية، بل هي جزء من صناعة تجارية تستثمر تقاطعات العرق والجندر لتحقيق أرباح طائلة.

أحد أبرز الأمثلة على هذا الاستغلال هو حالة ميا خليفة، الممثلة الإباحية ذات الأصول اللبنانية التي صُنعت نجوميتها في البداية من خلال تقديمها لأدوار تستغل هويتها الشرق أوسطية، خاصة بعد ارتدائها الحجاب في أحد الأفلام الإباحية، وهو ما أثار جدلًا واسعًا حينها. لم يكن ذلك المشهد عفويًا بل استُخدم عن قصد، إذ راهنت صناعة الإباحية على استثمار الفانتازيا الاستشراقية والفضول الغربي تجاه "المحرّمات" الثقافية، مما أدى إلى تصدّر ميا خليفة قوائم البحث لعدة أشهر. ورغم اعتزالها بقي المحتوى الذي صنع منها ظاهرة يُحقّق أرباحًا مستمرّة، وهو ما يبين كيف تستغل هذه الصناعة الخلفيات العرقية والدينية ضمن ديناميكيات تسويقية بحتة.

ولا يقتصر هذا الاستغلال على التمثيل البصري أو السيناريوهات فحسب، بل يمتد إلى الخوارزميات التي تتحكّم في انتشار المحتوى، فالمواقع الإباحية كغيرها من المنصات الرقمية تعتمد على أنظمة ذكاء اصطناعي تحلّل بيانات المستخدمين وسلوكيات البحث لتحديد المحتوى الأكثر طلبًا، فتُعزز بذلك هذا التنميط وتُضخّمه بشكل منهجي. بهذه الطريقة لا يتم فقط تكرار صورة "البوريت" النمطية للمرأة المغاربية والعربية، بل يتم التلاعب بها رقميًا وفق منطق السوق، لتُصبح أداة تسويقية تدفع المستخدمين لاستهلاك المزيد من المحتوى المشابه، وتُكرّس ديمومتها داخل هذه الصناعة.

بالتالي يمكن القول إن هذه الصورة النمطية تحوّلت إلى جزء من نظام رأسمالي استعماري جديد، يستغل العرق والجندر، ليس فقط على المستوى الرمزي بل أيضًا على المستوى المادي عن طريق استغلال عاملات الجنس والممثلات من أصول مغاربية وعربية.

وبينما يُسلّع الخطاب الإباحي الاستشراقي المرأة المغاربية والعربية بوصفها موضوعًا للرغبة، فإنه في الوقت نفسه يعيد إنتاج صورة نمطية مقابلة عن الرجل المغاربي والعربي بوصفه إما معتديًا محتملًا أو عاجزًا جنسيًا، ما يُرسّخ ثنائية عنصرية تُظهر المرأة العربية متاحة للرجل الغربي، وتُصوّر الرجل العربي رمزًا للخطر أو العجز.

وهكذا تظلّ الصور النمطية الاستشراقية والاستعمارية متجذّرة في المخيّلة الجماعية، ويُعاد إنتاجها باستمرار داخل صناعة الإباحية، حيث تُرسّخ تسليع الجسد المغاربي والعربي وفق فانتازيا استعمارية متجددة.

هذا الواقع يجعل من تفكيك هذه الصور أمرًا بالغ الأهمية، كي تستعيد النساء المغاربيات والعربيات - وخصوصًا من يعشن في الدول الغربية - حقّهن في امتلاك صورتهن وهويتهن خارج الأطر النمطية الجندرية والعرقية. كما يسهم ذلك في الحد من التصورات التمييزية التي تُقصي الرجال المغاربيين والعرب وتضعهم في موقع التهديد أو العجز، مقابل الرجال الأوروبيين "الأكثر تحضرًا" و"قدرة على الإرضاء".

إن مواجهة هذه التحيّزات العنصرية والجندرية سواء في الفضاء الإباحي أو في المجتمع ككل، تتطلّب وعيًا نقديًا وتحركًا جماعيًا، من أجل إعادة تشكيل صورة أكثر عدلًا وشمولًا تحترم كرامة الجميع وتسعى لتحرير الجسد من التوظيف الاستعماري والاستغلالي. 

  • 1

    "Beurette : pourquoi la 1ère recherche pornographique de France pose question"، لو باريزيان، 18 تموز/يوليو 2019.

  • 2

    "Beurette"، Le Dictionnaire.

  • 3

    إدوارد سعيد، الاستشراق، 1978. الفصل الأول: "The Scope of Orientalism"، الفصل الثاني: "Orientalist Structures and Restructures".

  • 4

    المصدر السابق نفسه

  • 5

    https://www.connaissancedesarts.com/musees/musee-orsay/focus-oeuvre-le-bain-turc-de-jean-leon-gerome-11119111/

    "The Women of Algiers"، الموقع الرسمي لأوجين ديلاكروا.

  • 6

    عبد الوهاب بوحديبة، الإسلام والجنس، بيروت، دار الساقي، 1998

    فاطمة المرنيسي، الحريم السياسي: النبي والنساء، الدار البيضاء، المركز الثقافي العربي، 1991.

  • 7

    "Les beurettes aiment"، Paroles.net.

  • 8

    "أجساد مهاجرة بين الاستغلال والبقاء"، منارات – الاتحاد العام التونسي للشغل.

  • 9

    "Sexual and gender-based violence and access to services among forcibly displaced women in Europe: a cross-sectional study"، The Lancet Regional Health – Europe، المجلد 32، 2023

صراح الدالي

مهندسة وروائية تونسية مقيمة في باريس. متحصلة على شهادات جامعية في القضايا الجندرية من جامعة جنيف عام 2020.

إضافة تعليق جديد

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.